قل الله ثم ذرهم

مجموعه ای از حکایات و فضایل پیرامون ائمه اطهار علیهم السلام

قل الله ثم ذرهم

مجموعه ای از حکایات و فضایل پیرامون ائمه اطهار علیهم السلام

قل الله ثم ذرهم
طبقه بندی موضوعی

م، تفسیر الإمام علیه السلام‏ لَقَدْ مَرَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَخْلَاطِ الْمُسْلِمِینَ لَیْسَ فِیهِمْ مُهَاجِرِیٌّ وَ لَا أَنْصَارِیٌّ وَ هُمْ قُعُودٌ فِی بَعْضِ الْمَسَاجِدِ فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ وَ إِذَا هُمْ یَخُوضُونَ فِی أَمْرِ الْقَدَرِ وَ غَیْرِهِ مِمَّا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِیهِ قَدِ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَ اشْتَدَّ فِیهِ مَحْکَمَتُهُمْ وَ جِدَالُهُمْ فَوَقَفَ عَلَیْهِمْ وَ سَلَّمَ فَرَدُّوا عَلَیْهِ وَ أَوْسَعُوا لَهُ وَ قَامُوا إِلَیْهِ یَسْأَلُونَهُ الْقُعُودَ إِلَیْهِمْ فَلَمْ یَحْفِلْ بِهِمْ ثُمَّ قَامَ لَهُمْ وَ نَادَاهُمْ یَا مَعَاشِرَ الْمُتَکَلِّمِینَ فِیمَا لَا یَعْنِیهِمْ وَ لَا یَرِدُ عَلَیْهِمْ أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَاداً قَدْ أَسْکَتَهُمْ خَشْیَتُهُ مِنْ غَیْرِ عِیٍّ وَ لَابَکَمٍ وَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْفُصَحَاءُ الْعُقَلَاءُ الْبَالِغُونَ الْعَالِمُونَ بِاللَّهِ وَ أَیَّامِهِ وَ لَکِنَّهُمْ إِذَا ذَکَرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ انْکَسَرَتْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ انْقَطَعَتْ أَفْئِدَتُهُمْ وَ طَاشَتْ عُقُولُهُمْ وَ هَامَتْ حُلُومُهُمْ إِعْزَازاً لِلَّهِ وَ إِعْظَاماً وَ إِجْلَالًا لَهُ فَإِذَا أَفَاقُوا مِنْ ذَلِکَ اسْتَبَقُوا إِلَى اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ الزَّاکِیَةِ یَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مَعَ الظَّالِمِینَ وَ الْخَاطِئِینَ وَ إِنَّهُمْ بُرَآءُ مِنَ الْمُقَصِّرِینَ وَ الْمُفَرِّطِینَ أَلَا إِنَّهُمْ لَا یَرْضَوْنَ لِلَّهِ بِالْقَلِیلِ وَ لَا یَسْتَکْثِرُونَ لِلَّهِ الْکَثِیرَ وَ لَا یُدِلُّونَ‏ عَلَیْهِ بِالْأَعْمَالِ فَهُمْ فِیمَا رَأَیْتَهُمْ مُهَیَّمُونَ مُرَوَّعُونَ خَائِفُونَ مُشْفِقُونَ وَجِلُونَ فَأَیْنَ أَنْتُمْ مِنْهُمْ یَا مَعْشَرَ الْمُبْتَدِعِینَ أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَدَرِ أَسْکَتُهُمْ مِنْهُ وَ أَنَّ أَجْهَلَ النَّاسِ بِالْقَدَرِ أَنْطَقُهُمْ فِیهِ یَا مَعْشَرَ الْمُبْتَدِعِینَ‏ هَذَا یَوْمُ غُرَّةِ شَعْبَانَ الْکَرِیمِ سَمَّاهُ رَبُّنَا شَعْبَانَ لِتَشَعُّبِ الْخَیْرَاتِ فِیهِ قَدْ فَتَحَ رَبُّکُمْ فِیهِ أَبْوَابَ جِنَانِهِ وَ عَرَضَ عَلَیْکُمْ قُصُورَهَا وَ خَیْرَاتِهَا بِأَرْخَصِ الْأَثْمَانِ وَ أَسْهَلِ الْأُمُورِ فَأَبَیْتُمُوهَا وَ عَرَضَ لَکُمْ إِبْلِیسُ اللَّعِینُ تَشَعُّبَ شُرُورِهِ وَ بَلَایَاهُ فَأَنْتُمْ دَائِباً تَنْهَمِکُونَ فِی الْغَیِّ وَ الطُّغْیَانِ تَتَمَسَّکُونَ بِشُعَبِ إِبْلِیسَ وَ تَحِیدُونَ عَنْ شُعَبِ الْخَیْرِ الْمَفْتُوحِ لَکُمْ أَبْوَابُهُ هَذَا غُرَّةُ شَعْبَانَ وَ شُعَبُ خَیْرَاتِهِ الصَّلَاةُ وَ الصَّوْمُ وَ الزَّکَاةُ وَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ الْقَرَابَاتِ وَ الْجِیرَانِ وَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَیْنِ وَ الصَّدَقَةُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاکِینِ تَتَکَلَّفُونَ مَا قَدْ وُضِعَ عَنْکُمْ وَ مَا قَدْ نُهِیتُمْ عَنِ الْخَوْضِ فِیهِ مِنْ کَشْفِ سَرَائِرِ اللَّهِ الَّتِی مَنْ فَتَّشَ عَنْهَا کَانَ مِنَ الْهَالِکِینَ أَمَا إِنَّکُمْ لَوْ وَقَفْتُمْ عَلَى مَا قَدْ أَعَدَّ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُطِیعِینَ مِنْ عِبَادِهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ لَقَصَرْتُمْ عَمَّا أَنْتُمْ فِیهِ وَ شَرَعْتُمْ فِیمَا أُمِرْتُمْ بِهِ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا الَّذِی أَعَدَّهُ اللَّهُ فِی هَذَا الْیَوْمِ لِلْمُطِیعِینَ لَهُ قَالَ‏ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع أَلَا لَا أُحَدِّثُکُمْ إِلَّا بِمَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ جَیْشاً ذَاتَ یَوْمٍ إِلَى قَوْمٍ مِنْ أَشِدَّاءِ الْکُفَّارِ فَأَبْطَأَ عَلَیْهِمْ خَبَرُهُمْ وَ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِهِمْ وَ قَالَ لَیْتَ لَنَا مَنْ یَتَعَرَّفُ أَخْبَارَهُمْ وَ یَأْتِینَا بِأَنْبَائِهِمْ بَیْنَا هُوَ قَائِلُ هَذَا إِذْ جَاءَهُ الْبَشِیرُ بِأَنَّهُمْ قَدْ ظَفِرُوا بِأَعْدَائِهِمْ وَ اسْتَوْلَوْا وَ صَیَّرُوا بَیْنَ قَتِیلٍ وَ جَرِیحٍ وَ أَسِیرٍ وَ انْتَهَبُوا أَمْوَالَهُمْ وَ سَبَوْا ذَرَارِیَّهُمْ وَ عِیَالَهُمْ فَلَمَّا قَرُبَ الْقَوْمُ مِنَ الْمَدِینَةِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِأَصْحَابِهِ یَتَلَقَّاهُمْ فَلَمَّا لَقِیَهُمْ وَ رَئِیسُهُمْ زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَ کَانَ قَدْ أَمَّرَهُ عَلَیْهِمْ فَلَمَّا رَأَى زَیْدٌ رَسُولَ اللَّهِ ص نَزَلَ عَنْ نَاقَتِهِ وَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَبَّلَ رِجْلَهُ ثُمَّ قَبَّلَ یَدَهُ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ نَزَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَبَّلَ رِجْلَهُ وَ یَدَهُ وَ ضَمَّهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْهِ ثُمَّ نَزَلَ إِلَیْهِ قَیْسُ بْنُ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِیُّ فَقَبَّلَ یَدَهُ وَ رِجْلَهُ وَ ضَمَّهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْهِ ثُمَّ نَزَلَ إِلَیْهِ سَائِرُ الْجَیْشِ وَ وَقَفُوا یُصَلُّونَ عَلَیْهِ وَ رَدَّ عَلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ خَیْراً ثُمَّ قَالَ لَهُمْ حَدِّثُونِی خَبَرَکُمْ وَ حَالَکُمْ مَعَ أَعْدَائِکُمْ وَ کَانَ مَعَهُمْ مِنْ أُسَرَاءِ الْقَوْمِ وَ ذَرَارِیِّهِمْ وَ عِیَالاتِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ صُنُوفِ الْأَمْتِعَةِ شَیْ‏ءٌ عَظِیمٌ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْتَ کَیْفَ حَالُنَا لَعَظُمَ تَعَجُّبُکَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَمْ أَکُنْ أَعْلَمُ ذَلِکَ حَتَّى عَرَّفَنِیهِ الْآنَ جَبْرَئِیلُ وَ مَا کُنْتُ أَعْلَمُ شَیْئاً مِنْ کِتَابِهِ وَ دِینِهِ أَیْضاً حَتَّى عَلَّمَنِیهِ رَبِّی کَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ کَذلِکَ أَوْحَیْنا إِلَیْکَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما کُنْتَ تَدْرِی مَا الْکِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ‏ إِلَى قَوْلِهِ‏ صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ‏ وَ لَکِنْ حَدِّثُوا بِذَلِکَ إِخْوَانَکُمْ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِینَ لِأُصَدِّقَکُمْ فَقَدْ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ‏ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ص إِنَّا لَمَّا قَرُبْنَا مِنَ الْعَدُوِّ بَعَثْنَا عَیْناً لَنَا لِیُعَرِّفَ أَخْبَارَهُمْ وَ عَدَدَهُمْ لَنَا فَرَجَعَ إِلَیْنَا یُخْبِرُنَا أَنَّهُمْ قَدْرُ أَلْفِ رَجُلٍ وَ کُنَّا أَلْفَیْ رَجُلٍ وَ إِذَا الْقَوْمُ قَدْ خَرَجُوا إِلَى ظَاهِرِ بَلَدِهِمْ فِی أَلْفِ رَجُلٍ وَ تَرَکُوا فِی الْبَلَدِ ثَلَاثَةَ آلَافٍ تَوَهَّمْنَا أَنَّهُمْ أَلْفٌ وَ أَخْبَرَنَا صَاحِبُنَا أَنَّهُمْ یَقُولُونَ فِیمَا بَیْنَهُمْ نَحْنُ أَلْفٌ وَ هُمْ أَلْفَانِ وَ لَسْنَا نُطِیقُ مُکَافَحَتَهُمْ وَ لَیْسَ لَنَا إِلَّا التَّحَاصُنُ فِی الْبَلَدِ حَتَّى تَضِیقَ صُدُورُهُمْ مِنْ مُقَاتَلَتِنَا فَیَنْصَرِفُوا عَنَّا فَتَجَرَّأْنَا بِذَلِکَ عَلَیْهِمْ وَ زَحَفْنَا إِلَیْهِمْ فَدَخَلْنَا بَلَدَهُمْ وَ أَغْلَقُوا دُونَنَا بَابَهُ فَقَعَدْنَا نُنَازِلُهُمْ فَلَمَّا جَنَّ عَلَیْنَا اللَّیْلُ وَ صِرْنَا إِلَى نِصْفِهِ فَتَحُوا بَابَ بَلَدِهِمْ وَ نَحْنُ غَارُّونَ‏ نَائِمُونَ مَا کَانَ فِینَا مُنْتَبِهٌ إِلَّا أَرْبَعَةُ نَفَرٍ- زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِی جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ عَسْکَرِنَا یُصَلِّی وَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ- وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فِی جَانِبٍ آخَرَ یُصَلِّی وَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ فِی جَانِبٍ آخَرَ یُصَلِّی وَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ قَیْسُ‏ بْنُ عَاصِمٍ فِی جَانِبٍ آخَرَ یُصَلِّی وَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَخَرَجُوا فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ الدَّامِسَةِ وَ رَشَقُونَا بِنِبَالِهِمْ وَ کَانَ ذَلِکَ بَلَدَهُمْ وَ هُمْ بِطُرُقِهِ وَ مَوَاضِعِهِ عَالِمُونَ وَ نَحْنُ بِهَا جَاهِلُونَ فَقُلْنَا فِیمَا بَیْنَنَا دُهِینَا وَ أُوتِینَا هَذَا لَیْلٌ مُظْلِمٌ لَا یُمْکِنُنَا أَنْ نَتَّقِیَ النِّبَالَ لِأَنَّا لَا نُبْصِرُهَا فَبَیْنَا نَحْنُ کَذَلِکَ إِذْ رَأَیْنَا ضَوْءاً خَارِجاً مِنْ فِی قَیْسِ‏ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِیِّ کَالنَّارِ الْمُشْتَعِلَةِ وَ ضَوْءاً خَارِجاً مِنْ فِی قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ کَضَوْءِ الزُّهَرَةِ وَ الْمُشْتَرِی وَ ضَوْءاً خَارِجاً مِنْ فِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ کَشُعَاعِ الْقَمَرِ فِی اللَّیْلَةِ الْمُظْلِمَةِ وَ نُوراً سَاطِعاً مِنْ فِی زَیْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَضْوَأَ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ وَ إِذَا تِلْکَ الْأَنْوَارُ قَدْ أَضَاءَتْ مُعَسْکَرَنَا حَتَّى إِنَّهُ أَضْوَأُ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ وَ أَعْدَاؤُنَا فِی مُظْلِمَةٍ شَدِیدَةٍ فَأَبْصَرْنَاهُمْ وَ عَمُوا عَنَّا فَفَرَّقَنَا زَیْدٌ عَلَیْهِمْ حَتَّى أَحَطْنَا بِهِمْ وَ نَحْنُ نُبْصِرُهُمْ وَ هُمْ لَا یُبْصِرُونَنَا فَنَحْنُ بُصَرَاءُ وَ هُمْ عُمْیَانٌ فَوَضَعْنَا عَلَیْهِمُ السُّیُوفَ فَصَارُوا بَیْنَ قَتِیلٍ وَ جَرِیحٍ وَ أَسِیرٍ وَ دَخَلْنَا بَلَدَهُمْ فَاشْتَمَلْنَا عَلَى الذَّرَارِیِّ وَ الْعِیَالِ وَ الْأَثَاثِ وَ الْأَمْوَالِ وَ هَذِهِ عِیَالاتُهُمْ وَ ذَرَارِیُّهُمْ وَ هَذِهِ أَمْوَالُهُمْ وَ مَا رَأَیْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْجَبَ مِنْ تِلْکَ الْأَنْوَارِ مِنْ أَفْوَاهِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّتِی عَادَتْ ظُلْمَةً عَلَى أَعْدَائِنَا حَتَّى مَکَّنَنَا مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقُولُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ عَلَى مَا فَضَّلَکُمْ بِهِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ هَذِهِ کَانَتْ غُرَّةَ شَعْبَانَ وَ قَدِ انْسَلَخَ عَنْهُمُ الشَّهْرُ الْحَرَامُ وَ هَذِهِ الْأَنْوَارُ بِأَعْمَالِ إِخْوَانِکُمْ هَؤُلَاءِ فِی غُرَّةِ شَعْبَانَ أُسْلِفُوا لَهَا أَنْوَاراً فِی لَیْلَتِهَا قَبْلَ أَنْ یَقَعَ مِنْهُمُ الْأَعْمَالُ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا تِلْکَ الْأَعْمَالُ لِنُثَابَ عَلَیْهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَمَّا قَیْسُ بْنُ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِیُّ فَإِنَّهُ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ فِی یَوْمِ غُرَّةِ شَعْبَانَ وَ قَدْ نَهَى عَنْ مُنْکَرٍ وَ دَلَّ عَلَى خَیْرٍ فَلِذَلِکَ قُدِّمَ لَهُ النُّورُ فِی بَارِحَةِ یَوْمِهِ عِنْدَ قِرَاءَتِهِ الْقُرْآنَ وَ أَمَّا قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ فَإِنَّهُ قَضَى دَیْناً کَانَ عَلَیْهِ فِی غُرَّةِ شَعْبَانَ فَلِذَلِکَ أَسْلَفَهُ اللَّهُ النُّورَ فِی بَارِحَةِ یَوْمِهِ وَ أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَإِنَّهُ کَانَ بَرّاً بِوَالِدَیْهِ فَکَثُرَتْ غَنِیمَتُهُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَلَمَّا کَانَ مِنْ غَدٍ قَالَ لَهُ أَبُوهُ إِنِّی وَ أُمَّکَ لَکَ مُحِبَّانِ وَ إِنَّ امْرَأَتَکَ فُلَانَةَ تُؤْذِینَا وَ تَبْغِینَا وَ إِنَّا لَا نَأْمَنُ أَنْ تُصَابَ فِی بَعْضِ هَذِهِ الْمَشَاهِدِ وَ لَسْنَا نَأْمَنُ أَنْ تُسْتَشْهَدَ فِی بَعْضِهَا فَتُدَاخِلَنَا هَذِهِ فِی أَمْوَالِکَ وَ یَزْدَادَ عَلَیْنَا بَغْیُهَا وَ غَیُّهَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ مَا کُنْتُ أَعْلَمُ بَغْیَهَا عَلَیْکُمْ وَ کَرَاهِیَتَکُمَا لَهَا وَ لَوْ کُنْتُ عَلِمْتُ ذَلِکَ لَأَبَنْتُهَا مِنْ نَفْسِی وَ لَکِنِّی قَدْ أَبَنْتُهَا الْآنَ لِتَأْمَنَا مَا تَحْذَرَانِ فَمَا کُنْتُ بِالَّذِی أُحِبُّ مَنْ تَکْرَهَانِ فَلِذَلِکَ أَسْلَفَهُ اللَّهُ النُّورَ الَّذِی رَأَیْتُمْ وَ أَمَّا زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ الَّذِی کَانَ یَخْرُجُ مِنْ فِیهِ نُورٌ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ وَ هُوَ سَیِّدُ الْقَوْمِ وَ أَفْضَلُهُمْ فَلَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ مَا یَکُونُ مِنْهُ فَاخْتَارَهُ وَ فَضَّلَهُ عَلَى عِلْمِهِ بِمَا یَکُونُ مِنْهُ إِنَّهُ فِی الْیَوْمِ الَّذِی وَلِیَ هَذِهِ اللَّیْلَةَ الَّتِی کَانَ فِیهَا ظَفَرُ الْمُؤْمِنِینَ بِالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ مِنْ فِیهِ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ مُنَافِقِی عَسْکَرِهِمْ یُرِیدُ التَّضْرِیبَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع وَ إِفْسَادَ مَا بَیْنَهُمَا فَقَالَ لَهُ بَخْ بَخْ لَکَ لَا نَظِیرَ لَکَ فِی أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ صَحَابَتِهِ هَذَا بَلَاؤُکَ وَ هَذَا الَّذِی شَاهَدْنَاهُ نُورُکَ فَقَالَ لَهُ زَیْدٌ یَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُفْرِطْ فِی الْمَقَالِ وَ لَا تَرْفَعْنِی فَوْقَ قَدْرِی فَإِنَّکَ لِلَّهِ بِذَلِکَ مُخَالِفٌ وَ بِهِ کَافِرٌ وَ إِنِّی إِنْ تَلَقَّیْتُ مَقَالَتَکَ هَذِهِ بِالْقَبُولِ لَکُنْتُ کَذَلِکَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ لَا أُحَدِّثُکَ بِمَا کَانَ فِی أَوَائِلِ الْإِسْلَامِ وَ مَا بَعْدَهُ حَتَّى دَخَلَ‏ رَسُولُ اللَّهِ الْمَدِینَةَ وَ زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ ع وَ وُلِدَ لَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع قَالَ بَلَى قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ لِی شَدِیدَ الْمَحَبَّةِ حَتَّى تَبَنَّانِی لِذَلِکَ فَکُنْتُ أُدْعَى زَیْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ إِلَى أَنْ وُلِدَ لِعَلِیٍّ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع فَکَرِهْتُ ذَلِکَ لِأَجْلِهِمَا وَ قُلْتُ لِمَنْ کَانَ یَدْعُونِی أُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَنِی زَیْداً مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَإِنِّی أَکْرَهُ أَنْ أُضَاهِیَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَلَمْ یَزَلْ ذَلِکَ حَتَّى صَدَّقَ اللَّهُ ظَنِّی وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ص- ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ‏ یَعْنِی قَلْباً یُحِبُّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ یُعَظِّمُهُمْ وَ قَلْباً یُعَظِّمُ بِهِ غَیْرَهُمْ کَتَعْظِیمِهِمْ أَوْ قَلْباً یُحِبُّ بِهِ أَعْدَاءَهُمْ بَلْ مَنْ أَحَبَّ أَعْدَاءَهُمْ فَهُوَ یُبْغِضُهُمْ وَ لَا یُحِبُّهُمْ وَ مَنْ سَوَّى بِهِمْ مَوَالِیَهُمْ فَهُوَ یُبْغِضُهُمْ وَ لَا یُحِبُّهُمْ ثُمَّ قَالَ‏ وَ ما جَعَلَ أَزْواجَکُمُ اللَّائِی تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِکُمْ وَ ما جَعَلَ أَدْعِیاءَکُمْ أَبْناءَکُمْ‏ إِلَى‏ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِی کِتابِ اللَّهِ‏ یَعْنِی الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَوْلَى بِبُنُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فِی کِتَابِ اللَّهِ وَ فَرْضِهِ‏ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى‏ أَوْلِیائِکُمْ مَعْرُوفاً إِحْسَاناً وَ إِکْرَاماً لَا یَبْلُغُ ذَلِکَ مَحَلَّ الْأَوْلَادِ- کانَ ذلِکَ فِی الْکِتابِ مَسْطُوراً فَتَرَکُوا ذَلِکَ وَ جَعَلُوا یَقُولُونَ زَیْدٌ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَمَا زَالَتِ النَّاسُ یَقُولُونَ لِی هَذَا وَ أَکْرَهُهُ حَتَّى أَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُوَاخَاةَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع ثُمَّ قَالَ زَیْدٌ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ زَیْداً مَوْلَى عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع کَمَا هُوَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَا تَجْعَلْهُ نَظِیرَهُ فَلَا تَرْفَعْهُ فَوْقَ قَدْرِهِ فَتَکُونَ کَالنَّصَارَى لَمَّا رَفَعُوا عِیسَى ع فَوْقَ قَدْرِهِ فَکَفَرُوا بِاللَّهِ الْعَظِیمِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَلِذَلِکَ فَضَّلَ اللَّهُ زَیْداً بِمَا رَأَیْتُمْ وَ شَرَّفَهُ بِمَا شَاهَدْتُمْ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ الَّذِی أَعَدَّهُ اللَّهُ لِزَیْدٍ فِی الْآخِرَةِ لَیَصْغُرُ فِی جَنْبِهِ مَا شَهِدْتُمْ فِی الدُّنْیَا مِنْ نُورِهِ إِنَّهُ لَیَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ نُورُهُ یَسِیرُ أَمَامَهُ وَ خَلْفَهُ وَ یَمِینَهُ وَ یَسَارَهُ وَ فَوْقَهُ وَ تَحْتَهُ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ مَسِیرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ وَ لَا أُحَدِّثُکُمْ بِهَزِیمَةٍ تَقَعُ فِی إِبْلِیسَ وَ أَعْوَانِهِ وَ جُنُودِهِ‏ أَشَدَّ مِمَّا وَقَعَتْ فِی أَعْدَائِکُمْ قَالُوا بَلَى یَا رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ إِبْلِیسَ إِذَا کَانَ أَوَّلُ یَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ بَثَّ جُنُودَهُ فِی أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ آفَاقِهَا یَقُولُ لَهُمْ اجْتَهِدُوا فِی اجْتِذَابِ بَعْضِ عِبَادِ اللَّهِ إِلَیْکُمْ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَبُثُّ مَلَائِکَتَهُ فِی أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ آفَاقِهَا یَقُولُ لَهُمْ سَدِّدُوا عِبَادِی وَ أَرْشِدُوهُمْ وَ کُلُّهُمْ یَسْعَدُ بِکُمْ إِلَّا مَنْ أَبَى وَ تَمَرَّدَ وَ طَغَا فَإِنَّهُ یَصِیرُ فِی حِزْبِ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا کَانَ أَوَّلُ یَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ أَمَرَ بِأَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتُفَتَّحُ وَ یَأْمُرُ شَجَرَةَ طُوبَى فَتُطْلِعُ أَغْصَانَهَا عَلَى هَذِهِ الدُّنْیَا ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِ النَّارِ فَتُفَتَّحُ وَ یَأْمُرُ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ فَتُطْلِعُ أَغْصَانَهَا عَلَى هَذِهِ الدُّنْیَا ثُمَّ یُنَادِی مُنَادِی رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ یَا عِبَادَ اللَّهِ هَذِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةِ طُوبَى فَتَمَسَّکُوا بِهَا تَرْفَعْکُمْ إِلَى الْجَنَّةِ- وَ هَذِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ فَإِیَّاکُمْ وَ إِیَّاهَا- لَا تُؤَدِّیکُمْ إِلَى الْجَحِیمِ قَالَ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ مَنْ تَعَاطَى بَاباً مِنَ الْخَیْرِ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَى فَهُوَ مُؤَدِّیهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَ مَنْ تَعَاطَى بَاباً مِنَ الشَّرِّ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ فَهُوَ مُؤَدِّیهِ إِلَى النَّارِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَمَنْ تَطَوَّعَ لِلَّهِ بِصَلَاةٍ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ تَصَدَّقَ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ عَفَا عَنْ مَظْلِمَةٍ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ أَصْلَحَ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ وَ الْوَالِدِ وَ وَلَدِهِ وَ الْقَرِیبِ وَ قَرِیبِهِ وَ الْجَارِ وَ جَارِهِ وَ الْأَجْنَبِیِّ وَ الْأَجْنَبِیَّةِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ خَفَّفَ عَنْ مُعْسِرٍ مِنْ دَیْنِهِ أَوْ حَطَّ عَنْهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ نَظَرَ فِی حِسَابِهِ فَرَأَى دَیْناً عَتِیقاً قَدْ آیَسَ مِنْهُ صَاحِبُهُ فَأَدَّاهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ کَفَلَ یَتِیماً فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ کَفَّ سَفِیهاً عَنْ عِرْضِ مُؤْمِنٍ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَوْ شَیْئاً مِنْهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ‏ قَعَدَ یَذْکُرُ اللَّهَ وَ لِنَعْمَائِهِ یَشْکُرُهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ عَادَ مَرِیضاً وَ مَنْ شَیَّعَ فِیهِ جَنَازَةً وَ مَنْ عَزَّى فِیهِ مُصَاباً فَقَدْ تَعَلَّقُوا مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ بَرَّ وَالِدَیْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ مَنْ کَانَ أَسْخَطَهُمَا قَبْلَ هَذَا الْیَوْمِ فَأَرْضَاهُمَا فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ کَذَلِکَ مَنْ فَعَلَ شَیْئاً مِنْ سَائِرِ أَبْوَابِ الْخَیْرِ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً وَ إِنَّ مَنْ تَعَاطَى بَاباً مِنَ الشَّرِّ وَ الْعِصْیَانِ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ فَهُوَ مُؤَدِّیهِ إِلَى النَّارِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً فَمَنْ قَصَّرَ فِی صَلَاتِهِ الْمَفْرُوضَةِ وَ ضَیَّعَهَا فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ- [وَ مَنْ کَانَ عَلَیْهِ فَرْضُ صَوْمٍ فَفَرَّطَ فِیهِ وَ ضَیَّعَهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ‏] وَ مَنْ جَاءَهُ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقِیرٌ ضَعِیفٌ یَعْرِفُ سُوءَ حَالِهِ فَهُوَ یَقْدِرُ عَلَى تَغْیِیرِ حَالِهِ مِنْ غَیْرِ ضَرَرٍ یَلْحَقُهُ وَ لَیْسَ هُنَاکَ مَنْ یَنُوبُ عَنْهُ وَ یَقُومُ مَقَامَهُ فَتَرَکَهُ یُضَیَّعُ وَ یَعْطَبُ وَ لَمْ یَأْخُذْ بِیَدِهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ مُسِی‏ءٌ فَلَمْ یُعْذِرْهُ ثُمَّ لَمْ یَقْتَصِرْ بِهِ عَلَى قَدْرِ عُقُوبَةِ إِسَاءَتِهِ بَلْ أَرْبَى عَلَیْهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ ضَرَبَ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ وَ الْوَالِدِ وَ وَلَدِهِ أَوِ الْأَخِ وَ أَخِیهِ أَوِ الْقَرِیبِ وَ قَرِیبِهِ أَوْ بَیْنَ جَارَیْنِ أَوْ خَلِیطَیْنِ أَوْ أُخْتَیْنِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ شَدَّدَ عَلَى مُعْسِرٍ وَ هُوَ یَعْلَمُ إِعْسَارَهُ فَزَادَ غَیْظاً وَ بَلَاءً فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ کَانَ عَلَیْهِ دَیْنٌ فَکَسَرَهُ‏ عَلَى صَاحِبِهِ وَ تَعَدَّى عَلَیْهِ حَتَّى أَبْطَلَ دَیْنَهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ جَفَا یَتِیماً وَ آذَاهُ وَ تَهْزِمُ‏ مَالَهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ وَقَعَ فِی عِرْضِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ وَ حَمَلَ النَّاسَ عَلَى ذَلِکَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ تَغَنَّى بِغِنَاءٍ حَرَامٍ یَبْعَثُ فِیهِ عَلَى الْمَعَاصِی فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ قَعَدَ یُعَدِّدُ قَبَائِحَ أَفْعَالِهِ فِی الْحُرُوبِ وَ أَنْوَاعَ ظُلْمِهِ لِعِبَادِ اللَّهِ فَیَفْتَخِرُ بِهَا فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ کَانَ جَارُهُ مَرِیضاً فَتَرَکَ عِیَادَتَهُ اسْتِخْفَافاً بِحَقِّهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ‏ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ مَاتَ جَارُهُ فَتَرَکَ تَشْیِیعَ جَنَازَتِهِ تَهَاوُناً بِهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ مُصَابٍ وَ جَفَاهُ إِزْرَاءً عَلَیْهِ وَ اسْتِصْغَاراً لَهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ عَقَّ وَالِدَیْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ کَانَ قَبْلَ ذَلِکَ عَاقّاً لَهُمَا فَلَمْ یُرْضِهِمَا فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَى ذَلِکَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ کَذَا مَنْ فَعَلَ شَیْئاً مِنْ سَائِرِ أَبْوَابِ الشَّرِّ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ الْمُتَعَلِّقِینَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَى تَرْفَعُهُمْ تِلْکَ الْأَغْصَانُ إِلَى الْجَنَّةِ وَ إِنَّ الْمُتَعَلِّقِینَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ تَخْفِضُهُمْ تِلْکَ الْأَغْصَانُ إِلَى الْجَحِیمِ ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ مَلِیّاً وَ جَعَلَ یَضْحَکُ وَ یَسْتَبْشِرُ ثُمَّ خَفَضَ طَرْفَهُ إِلَى الْأَرْضِ فَجَعَلَ یَقْطِبُ‏ وَ یَعْبِسُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ رَأَیْتُ شَجَرَةَ طُوبَى تَرْتَفِعُ أَغْصَانُهَا وَ تَرْفَعُ الْمُتَعَلِّقِینَ بِهَا إِلَى الْجَنَّةِ وَ رَأَیْتُ فِیهِمْ مَنْ تَعَلَّقَ مِنْهَا بِغُصْنٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنَیْنِ أَوْ بِأَغْصَانٍ عَلَى حَسَبِ اشْتِمَالِهِمْ عَلَى الطَّاعَاتِ وَ إِنِّی لَأَرَى زَیْدَ بْنَ حَارِثَةَ قَدْ تَعَلَّقَ بِعَامَّةِ أَغْصَانِهَا فَهِیَ تَرْفَعُهُ إِلَى أَعْلَى عَلَائِهَا فَبِذَلِکَ ضَحِکْتُ وَ اسْتَبْشَرْتُ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى الْأَرْضِ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ رَأَیْتُ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ تَنْخَفِضُ أَغْصَانُهَا وَ تَخْفِضُ الْمُتَعَلِّقِینَ بِهَا إِلَى الْجَحِیمِ وَ رَأَیْتُ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ وَ رَأَیْتُ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنَیْنِ أَوْ بِأَغْصَانٍ عَلَى حَسَبِ اشْتِمَالِهِمْ عَلَى الْقَبَائِحِ وَ إِنِّی لَأَرَى بَعْضَ الْمُنَافِقِینَ قَدْ تَعَلَّقَ بِعَامَّةِ أَغْصَانِهَا وَ هِیَ تَخْفِضُهُ إِلَى أَسْفَلِ دَرَکَاتِهَا فَلِذَلِکَ عَبَسْتُ وَ قَطَبْتُ ثُمَّ أَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ یَنْظُرُ إِلَیْهَا مَلِیّاً وَ هُوَ یَقْطِبُ وَ یَعْبِسُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ یَا عِبَادَ اللَّهِ لَوْ رَأَیْتُمْ مَا رَآهُ نَبِیُّکُمْ مُحَمَّدٌ إِذاً لَأَظْمَأْتُمْ‏ لِلَّهِ بِالنَّهَارِ أَکْبَادَکُمْ وَ لَجَوَّعْتُمْ لَهُ بُطُونَکُمْ وَ لَأَسْهَرْتُمْ لَهُ لَیْلَکُمْ وَ لَأَنْصَبْتُمْ فِیهِ أَقْدَامَکُمْ وَ أَبْدَانَکُمْ وَ لَأَنْفَدْتُمْ بِالصَّدَقَةِ أَمْوَالَکُمْ وَ عَرَضْتُمْ لِلتَّلَفِ فِی الْجِهَادِ أَرْوَاحَکُمْ قَالُوا وَ مَا هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ص فِدَاکَ الْآبَاءُ وَ الْأُمَّهَاتُ وَ الْبَنُونَ وَ الْبَنَاتُ وَ الْأَهْلُونَ وَ الْقَرَابَاتُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ رَأَیْتُ تِلْکَ الْأَغْصَانَ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَى عَادَتْ إِلَى الْجَنَّةِ فَنَادَى مُنَادِی رَبِّنَا خُزَّانَهَا یَا مَلَائِکَتِی انْظُرُوا کُلَّ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ طُوبَى فِی هَذَا الْیَوْمِ فَانْظُرُوا إِلَى مِقْدَارِ مُنْتَهَى ظِلِّ ذَلِکَ الْغُصْنِ فَأَعْطُوهُ مِنْ جَمِیعِ الْجَوَانِبِ مِثْلَ مِسَاحَتِهِ قُصُوراً وَ دُوراً وَ خَیْرَاتٍ فَأَعْطَوْهُ ذَلِکَ فَمِنهُمْ مَنْ أُعْطِیَ مَسِیرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ أُعْطِیَ ثَلَاثَةَ أَضْعَافِهِ وَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافِهِ وَ أَکْثَرَ مِنْ ذَلِکَ عَلَى قَدْرِ قُوَّةِ إِیمَانِهِمْ وَ جَلَالَةِ أَعْمَالِهِمْ وَ لَقَدْ رَأَیْتُ صَاحِبَکُمْ زَیْدَ بْنَ حَارِثَةَ أُعْطِیَ أَلْفَ ضِعْفِ مَا أُعْطِیَ جَمِیعَهُمْ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِ عَلَیْهِمْ فِی قُوَّةِ الْإِیمَانِ وَ جَلَالَةِ الْأَعْمَالِ فَلِذَلِکَ ضَحِکْتُ وَ اسْتَبْشَرْتُ وَ لَقَدْ رَأَیْتُ تِلْکَ الْأَغْصَانَ مِنْ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ- [عَادَتْ إِلَى جَهَنَّمَ فَنَادَى مُنَادِی رَبِّنَا خُزَّانَهَا یَا مَلَائِکَتِی انْظُرُوا مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ‏] فِی هَذَا الْیَوْمِ فَانْظُرُوا إِلَى مُنْتَهَى مَبْلَغِ ظِلِّ ذَلِکَ الْغُصْنِ وَ ظُلْمَتِهِ فَابْنُوا لَهُ مَقَاعِدَ مِنَ النَّارِ مِنْ جَمِیعِ الْجَوَانِبِ مِثْلَ مِسَاحَتِهِ قُصُورَ نِیرَانٍ وَ بِقَاعَ غِیرَانٍ- وَ حَیَّاتٍ وَ عَقَارِبَ وَ سَلَاسِلَ وَ أَغْلَالٍ وَ قُیُودٍ وَ أَنْکَالٍ یُعَذَّبُ بِهَا فَمِنْهُمْ مَنْ أُعِدَّ [لَهُ‏] فِیهَا مَسِیرَةَ سَنَةٍ أَوْ سَنَتَیْنِ أَوْ مِائَةِ سَنَةٍ أَوْ أَکْثَرَ عَلَى قَدْرِ ضَعْفِ إِیمَانِهِمْ وَ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ وَ لَقَدْ رَأَیْتُ لِبَعْضِ الْمُنَافِقِینَ أَلْفَ ضِعْفِ مَا أُعْطِیَ جَمِیعَهُمْ عَلَى قَدْرِ زِیَادَةِ کُفْرِهِ وَ شَرِّهِ فَلِذَلِکَ قَطَبْتُ وَ عَبَسْتُ ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ أَکْنَافِهَا فَجَعَلَ یَتَعَجَّبُ تَارَةً وَ یَنْزَعِجُ تَارَةً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ طُوبَى لِلْمُطِیعِینَ کَیْفَ یُکْرِمُهُمُ اللَّهُ بِمَلَائِکَتِهِ وَ الْوَیْلُ لِلْفَاسِقِینَ کَیْفَ یَخْذُلُهُمُ اللَّهُ وَ یَکِلُهُمْ إِلَى شَیْطَانِهِمْ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنِّی‏ لَأَرَى الْمُتَعَلِّقِینَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَى کَیْفَ قَصَدَتْهُمُ الشَّیَاطِینُ لِیُغْوُوهُمْ فَحَمَلَتْ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِکَةُ یَقْتُلُونَهُمْ وَ یَسْحَطُونَهُمْ- وَ یَطْرُدُونَهُمْ عَنْهُمْ وَ نَادَاهُمْ مُنَادِی رَبِّنَا یَا مَلَائِکَتِی أَلَا فَانْظُرُوا کُلَّ مَلَکٍ فِی الْأَرْضِ إِلَى مُنْتَهَى مَبْلَغِ نَسِیمِ هَذَا الْغُصْنِ الَّذِی تَعَلَّقَ بِهِ مُتَعَلِّقٌ فَقَاتِلُوا الشَّیْطَانَ عَنْ ذَلِکَ الْمُؤْمِنِ وَ أَخِّرُوهُمْ عَنْهُ فَإِنِّی لَأَرَى بَعْضَهُمْ وَ قَدْ جَاءَهُ مِنَ الْأَمْلَاکِ مَنْ یَنْصُرُهُ عَلَى الشَّیَاطِینِ وَ یَدْفَعُ عَنْهُ الْمَرَدَةَ أَلَا فَعَظِّمُوا هَذَا الْیَوْمَ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ بَعْدِ تَعْظِیمِکُمْ لِشَعْبَانَ فَکَمْ مِنْ سَعِیدٍ فِیهِ وَ کَمْ مِنْ شَقِیٍّ لِتَکُونُوا مِنَ السُّعَدَاءِ فِیهِ وَ لَا تَکُونُوا مِنَ الْأَشْقِیَاءِ[1].



[1] بحار الأنوار (ط - بیروت)، ج‏94، ص: 55

 

موافقین ۰ مخالفین ۰ ۹۵/۰۳/۲۲
محمد حسنی

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی